والتي يتقدم لها سنويا 140 متسابقا علي مستوي الجمهورية من مختلف مدارس ونوادي العلوم بالمحافظات، رغم صغر سنه مثل مصر دوليا في المسابقة الدولية المنعقدة بولاية كاليفورنيا، وحصل فيها على المركز الثاني لعام 2010 . لينضم باختراعه إلى نادى المخترعين الصغار الذي أطلق العنان لمواهبه في فضاء رحب مليء بالأفكار.
إنه عبدالله سعيد المنوفي.. أصغر أفراد أسرة مكونة من 6 أفراد، شاءت إرادة الله أن يفقد أمه في سن صغيرة والتي كانت تدعمه وتؤمن بإمكاناته وقدراته إيماناً كاملاً، وجد أنه لابد من أن يثبت نفسه بجدارة في أسرة كبيرة وجد كل أفرادها سبيله في الحياة ونجح فيه بجدارة.. فهذا طبيب أسنان.. وذلك مغامر في سوق الأوراق المالية والبورصة، وتلك صحفية، أما عبدالله فكان له اتجاه آخر كانت أمه تعلمه جيدا، فهو يميل للبحث العلمي الدقيق وإيجاد حلول منطقية لكل ما يواجهه في الحياة من صعوبات.
فتش عن الأم
يقول عبدالله: أمي رحمها الله لاحظت اهتمامي بالعلوم وأسئلتي الكثيرة فضلا عن دعم أساتذتي بالمدرسة وسماحهم لنا باستخدام المعامل، وإرشادي إلى نوعية الكتب التي قد تفيدني في البحث، وكانت أمي لاتتردد في توفير ما يلزمني من مواد وتسعد كثيراً لمناقشتي . . وكانت السبب في أول اختراعاتي لآلة إعادة تدوير البلاستيك وإن لم يمهلها القدر لرأت بنفسها النموذج الذي اخترعته ولأمكنها استخدامه في مطبخها.
يشرح عبدالله فكرة اختراعه فيقول: قرأت كثيرا عن قيام الدول الصناعية باستغلال رصيدها من النفايات وكيف أنها أعادت تدويرها وتصنيعها بل تصديرها لدول أخرى، خصوصا الصين التي قامت بتفتيت البلاستيك وإعادة تصنيعه، وأحيانا ما تكتفي بتفتيته وتصديره لدول أخري تعيد تصنيعه ويدر عليها دخلا يصل إلي المليارات.
لذا فكرت باختراع جهاز صغير بمقاس «25سم×25سم ×50سم» علي شكل عمودين بداخلهما سكاكين حادة توضع فيها الزجاجات البلاستيكية فتقوم بفرمها وتفتيتها وتحويلها إلي قطع صغيرة علي اختلاف أحجامها.
اثنين في واحد
يضيف عبدالله: المصريون رغم مالديهم من ثروة من المخلفات والنفايات ليس لديهم ثقافة استغلالها والاستفادة منها، وهذا الجهاز صغير الحجم يقوم بما تقوم به أجهزة ضخمة تستخدم في المصانع بالخارج، أحدها للتقطيع والآخر للتفتيت وهي أجهزة تتكلف ملايين الجنيهات، في حين أن جهازي يؤدي المهمتين في آن واحد، ويمكن وضعه داخل المطابخ في كل منزل لتستخدمه ربة المنزل في تفتيت وفرم البلاستيك وبيعه بكميات إلى المصانع فيعاد استخدامه كمادة خام بدلا من استيراده من الخارج، ويدخل في صناعات جديدة مما يدر دخلاً ضخما يعود بالنفع علي اقتصادنا القومي ويساهم في حركة التنمية.
حصل عبدالله عن اختراعه لجهاز تدوير البلاستيك علي المركز الثاني في المسابقة المصرية للعلوم والهندسة (أيسيف «Isef»)، والتي يتقدم لها سنويا 140 متسابقا علي مستوي الجمهورية من مختلف مدارس ونوادي العلوم بالمحافظات، وقد سافر مع زملائه أصحاب الثلاث مشروعات الأولى لتمثيل مصر في المسابقة الدولية المنعقد بولاية كاليفورنيا وحصل على المركز الثاني .. لعام 2010 .
يقول عبدالله إن الأطفال والشباب في مصر ليس لديهم مصدر لدعم مشروعاتهم ونقلها من الأوراق إلى الواقع، فمشروعه لم يحقق أي إنجاز على أرض الواقع، فقط مجرد أوراق.. ولايوجد رجال صناعة يهتمون بها كماهو الحال بالخارج فيما يخص الدراسات التي تهتم بالصناعة وتطويرها في شتى المجالات .. رجال الأعمال أو الصناعة أو التجارة يهتمون فقط باستيراد التكنولوجيا من الخارج مهما بلعت التكلفة فقط لأنها تكنولوجيا ألمانية أويابانية، ولا يهتمون بتطوير أو تبني الأفكار المحلية.. ويدعو محمد رجال الصناعة والجهات البحثية والمسئوليين إلى تبني هؤلاء المخترعين ودراسة أفكارهم واختراعاتهم لتنفيذها على أرض الواقع وتنمية هذه المواهب النادرة.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - ينضم إلى نادي المخترعين الصغار بجهاز تدوير البلاستيك